(وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) أنه كلام الله في الآية 32 من سورة مريم.
"أمك .. ثم أمك .. ثم أمك ..ثم أبوك" , هذا
ما جاء في صحيح البخاري الصفحة رقم 5971 عن حديث رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم عندما سأله رجل: من أحق بالصحبة يا رسول الله
ما جاء في صحيح البخاري الصفحة رقم 5971 عن حديث رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم عندما سأله رجل: من أحق بالصحبة يا رسول الله
ويقول أيضا صلي الله عليه وآله "الجنة تحت أقدام الأمهات" حديث صحيح رواه أنس إبن مالك ومصدره النوافح العطرة الصفحة رقم 117
ويرى شكسبير "ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأمّ"،
وقال أمير الشعراء في مدحه للرسول صلي الله عليه وسلم " واذا عفوت فأنت أم أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء"
وغير ذلك كثير فيما قيل في عظمة الأم وحنانها وجودها وعطفها وذلك قليل من كثير هي أهل له بلا أدني شك , فالأم هي الحياة لأنها منحت الدم واللحم لإبنائها وهم نطفة في أحشائها منحتهم ذلك بحب وسعادة وتحملت عبء الحمل دون كلل أو ملل طيلة تسعة أشهر , تقاسمت غذائها مع جنينها حتي ما تقاسمته من غذاء لنفسها كان بدافع تقوية الأصل كي يشب الفرع قويا سويا يوم يري الدنيا , ثم تحملت ألم الوضع فكان أن تذوقته ألما شهيا كما تتذوق الفراشة رحيق الزهور في الربيع الناضر.
هي الأم التي أرضعت طفلها وأذاقته لبنا طهورا نقيا لحظة وجوده علي أرض الدنيا فكان له أول مذاق وأول ذاد هو حق خالص من مدرسة الأم , فالأم مدرسة تتخرج منها الشعوب طيبة الأعراق كما قال أمير الشعراء احمد شوقي , ثم هي الأم التي ربت ورعت وعطفت وحنت علي هذا الواهي الضعيف فلذة قلبها ولحمها ودمها وقرة عينها , سقته من ينبوع حنانها وجدول عطفها وأطعمته الحب كل الحب داعية له بالبقاء والنماء وحسن الطلعة وإشراقة البهاء
إنها الأم التي حملت من غير زوج .. أنها مريم البتول التي كرمها الله بتكريم فريد حين قال {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} آل عمران42 والتأكيد علي التكريم هنا في تكرار كلمة "إصطفاك".
هي الأم التي آمنت بمحمد رسولا لله والتي تزوجته وأنجبت له الذرية الصالحة أنها خديجة بنت خويد التي وقفت إلي جانبه تدعمه بمالها وإيمانها به ولا تبخل علي نشر الدعوة بمال أو نفيس.
أنها الأم التي دافعت عن محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم أحد .. أنها أم عمارة التي تلقت اثني عشر جرحا فدت بها الرسول الكريم وقدمت ولدها "حبيب" شهيدا عن طيب خاطر لنصرة الإسلام كما حاربت مع أبي بكر في حروب الردة وفي معركة اليمامة مع خالد بن الوليد , قطعت يدها و هى تحارب بها تبحث عن مسيلمة الكذاب لتقتله!!!.
أنها الأم العالمة التي تبوأت مكانتها العلمية الرفيعة في كافة جامعات العالم .. أنها الأم التي تبوأت أعلي وأرفع المناصب وتولت سدة الحكم في كافة دول العالم بما فيها الدول الإسلامية وكان ينبغي سرد أسماء الأمهات التي تولت الحكم في هذه البلاد ولكن خوفا من الإطالة علي القاريء الكريم يجعلني أذكر بعضهن فقط أمثال الملكة ماعت كا رع حتشپسوت أحد أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م. وكانت أما لولي العهد تحتمس الثالث الذي ربته تربية عسكرية ليكون قويا لتولي مقاليد الحكم من بعدها. ذكرت هذا لأنها أم قبل أن تكون ملكة ونحن بصدد الإحتفال بعيد الأم.
وكليوباترا إبنة بطليموس الأثني عشر والتي حكمت مصر في العصر اليوناني سنة 51 قبل الميلاد, تزوجت يوليوس قيصر الذي خلفت منه ابن و ماركو انتونيو الذي خلفت منه ولدين. وبخلاف حتشبسوت وكليوباترا هناك الملايين من الأمهات عبر التاريخ اللواتي تولين المناصب الملكية أو الرئاسية واللواتي خرجن من تحت أيديهن الملايين من الملوك والرؤساء والعلماء والقادة وأهل العلم والآدب بشكل عام.
نها مصنع العلماء والعباقرة في جميع أنحاء العالم .. أنها آله الحرب التي أمدت الجيوش بالجنود البواسل من أجل الزود عن الدين والوطن .. أنها أم الشهيد الذي روي بدمه أرض الأوطان في أنحاء العالم دفاعا عن الأرض والعرض.
تحية حارة لكل أم في عيدها الأغر وأخص بالتحية كل أم فقدت شهيدا في ساحة الحرب أو في ثورات الحرية والكرامة من .. أجل ذلك وجب علينا أن نحني رؤسنا جميعا تحية وإجلالا ووفاء وتقديرا لدور الأم في رعاية بني البشر بالحب والوفاء ولنمضي جميعا في حصد الخير الذي زرعته هذه الأم العظيمة عبر الأزمان وسالف العصر والأوان ولنكرمها دائما كرم الكرام والتقدير المستدام فهو دين وعهد في أعناقنا نحن الأبناء وجب علينا جميعا سداده ووفاءه مصداقا لقول الله تبارك وتعالي "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا} الإسراء34" وشكرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق