تيتم دون أن يستشر وعاني من اليتم طفلا ومن البشر, فقد الأحبة .. أمه أو أبيه أو كليهما ومن غيرهما في الدنيا رحماء , سقط في بئر الحرمان كما تسقط الوردة من الأكمام فتزبل وتفقد حسنها الفتان , فقد رب الأسرة علي الأرض ولكنه
لم يفقد رب الأسرة في السماء أنه العطوف الودود والذي أوصي بحسن الرعاية لليتيم وحرم قهره وأكد علي حفظ ماله وذلك في 5 آيات من القرآن الكريم باللفظ المفرد وثلاثة آيات بلفظ الجمع ..
أما الآيات التي وردت بلفظ المفرد فهي:
1- {فأما اليتيم فلا تقهر} سورة الضحي آية 9
2- {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ} سورة الآنعام جزء من آية 152
3- {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ }سورة الفجر آية 17
4- {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ}سورة الماعون آية 2
5- {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }الإسراء34
وبالفظ الجمعي في ثلاث آيات:
1- {وأذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذوي القربي واليتامي} سورة البقرة جزء من آيه 83
2- {وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامي} النساء36
3- {ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح} البقرة220
وأيضا أكد رسول الله صلي الله عليه وسلم علي ثواب من يكرم اليتيم ويكفله في حديث صحيح "كافلُ اليتيمِ له أو لغيرِه ، أنا وهو كهاتينِ في الجنةِ . وأشار مالكٌ بالسبابةِ والوسطَى" حديث جاء في صحيح مسلم - الصفحة 2983
إن الله قد تخير رسوله محمد صلي الله عليه وسلم وكان يتيما منذ طفولته الأولي بعد أن فقد أبيه قبل أن يراه وفقد أمه بعده بقليل وأكرمه الله سبحانه وبعثه رسولا للعالمين فحمل الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وأتم مكارم الأخلاق , ومحمد صلي الله علية وسلم مكرم بذاته بالنص القرآني العظيم حين أفرد الله له سورة بإسمه وهي "محمد" من ضمن 114 سورة يضمها القرآن الكريم , وأمر الله المؤمنين بالصلاة عليه.
ولما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يتيما فكان هذا تكريم مضاف لكونه يتيما وهو أيضا تكريم لكل يتيم كأنا من كان علي وجه الأرض.
هذا حكم الله سبحانه وتعالي وسنة نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في شأن اليتيم , فما حكم البشر في هذا الشأن .. أقول أن حكم البشر لا بد وأن يتوافق مع حكم الخالق سبحانه وحديث نبيه الكريم , فلا يجوز أن يكون حكم المخلوق مخالف لحكم الخالق تبارك وتعالي , من أجل ذلك نأتي إلي المطلوب من كل إنسان بشكل عام والإنسان المؤمن بشكل خاص تجاه اليتيم ..
المطلوب هو الأخذ بما جاء في كافة الكتب السماوية من أوامر في شأن إكرام اليتيم وكفالته والبعد عن قهره وإيذائه وإستغلاله والحرص علي ماله حتي يبلغ أشده, ويجب علي المرء أن يفجر طاقات الخير بداخله ويتوجه بهذا الخير إلي أولي الناس بهذا وهو الطفل اليتيم
لقد فقد الطفل اليتيم أبيه أو أمه أو كليهما معا ففقد الأحبة والمحبة والحنان من الرحماء بعد الله وأقول صراحة أنه لا شيء يعوض حنان الأم أو الأب مهما صنعنا لهؤلاء الأيتام ولكن قدرا من الحنان ومسحة عطف وتجفيف دمعة بيد حانية وقبله علي وجه اليتيم قد تسري عنه وكلمات عذبة في إذن اليتيم قد تصنع البسمة علي وجهه البريء وقد تلهيه لعبة صغيرة ولو لبعض الوقت عن التفكير في حاله كطفل بلا أم أو أب .. وليتأكد كل من يفعل ذلك أنه سوف يري خيرا كثيرا في الدنيا وثوابا عظيما يضاف إلي ميزان حسناته يوم القيامة بل ويدخله الجنة مع الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم كما جاء قي حديثه الصحيح "أنا وهو كهاتينِ في الجنةِ" أفلا يريد أحد منكم دخول الجنة وهي دار البقاء بعد أن يستوفي الإنسان أجله في دار الفناء , أنه المصير المرتجي والمآل المبتغي.
ولمن يأبي ذلك عليه تفعيل الحاسة الخلقية لديه وإعمال العاطفة في قلبه كي يفيض الخير والحب تجاه اليتيم , فالحاسة الخلقية تولد مع الإنسان وتنمي بالتربية والعلم وهي حاسة مطلقة كما قال الفيلسوف الإنجليزي "شافتز بري" بمعني أن الإنسان يفعل الخير دون ما إنتظار لأي مقابل حتي ولوكان هذا المقابل هو دخول الجنة .. فالمؤمن وغير المؤمن يفعل الخير بموجب هذه الحاسة والعاطفة الخلقية فبكاء طفل يثير الحاسة الخلقية والعاطفة الإنسانية مما يجعل الجميع يسارع للحنو علي هذا الطفل الباكي.
وأخيرا تحية وتهنئة خالصة لكل يتيم علي كوكب الأرض متمنيا له التوفيق والسعادة والمستقبل المضيء الباهر كما أرجو له الإبتسامة الدائمة والفرح والسرور وحياة كلها بهجة وحبور , وتحية لكل جواد كريم يأخذ بيد طفل يتيم وأتمني أن يهيأ لله له الرزق الوفير ودوام الصلاح والتوفيق لذريته وأن يتقبل إحسانه وعطفه لليتيم تقربا له سبحانه فيجزيه الأجر الوفير يوم الموقف العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق