أكتوبر 14، 2014

التنكيل بدلا من التبجيل في الجامعات المصرية .. بقلم عبد المنعم الخن

الوفاء قيمة أخلاقية رفيعة المستوي بشكل عام , اما إذا كان الوفاء لمن علمني ولو حرفا صرت له عبدا , لذا وجب إحترام المعلم وتوقيره و أمير الشعراء أحمد بك شوقي كان محقا عندما قال "قم للمعلم وفيه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا".

هذه مقدمة لابد منها حتي نقف علي ما آل إليه المعلم في هذا الزمان الأغبر الذي فسدت فيه الأخلاقيات وتحطمت فيه المبادي والقيم علي صخرة التطرف والفكر الضال المضل , زمن صار فيه المعلم هدفا للقذف والقدح بل والإعتداء النفسي والبدني الذي طاله , ومن من؟ من الطالب الذي يتلقي العلم علي يديه ويجلي عنه "جلخ" الجهل والجهالة فبدلا أن يقف له إحترام وتقديرا , يقف عليه إعتداء وتنكيلا , وشتان بين له وبين عليه.

إن الذي حدث بالأمس من إقتحام للجامعات المصرية من الفئة الباغية الإرهابية لا أستطيع وصفهم بطلاب علم بل هم طلاب هدم وتخريب , قامت هذه الفئة بالأشتباك مع الأمن المدني المكلف بحماية الطلاب راغبي العلم وحماية منشآت الجامعات , قاموا بالإشتباك معهم وحطموا أجهزتهم ومعداتهم وأقتحموا الجامعات بالمطاوي والشماريخ والآلات الحادة التي حطموا بها مكاتب الجامعات وبواباتها وأجهزتها , ولم يكتفوا بذلك بل قامت الفتيات المنقبات بكتابة عبارات مسيئة لرئيس جامعة الأزهر علي الجدران داخل حرم الجامعة , 

وقد رأينا بالصوت والصورة علي شاشات الفضائيات إحدي المقبات وهي تكتب عبارة "يسقط جوز الست" إشارة لمدير جامعة الأزهر الدكتور عبد الحي عزب و زوجته دكتورة مهجة غالب، عميدة كلية الدراسات الإسلامية فرع البنات.

هذه المنقبة وغيرها والتي تطاولت علي رئيس الجامعة وزوجته بالهتافات وكتابة العبارات المسيئة علي الجدران داخل الجامعة , ألم تعلم أو تتعلم أن الله قد أمرنا أن نقول للناس حسنا ؟ , فما بال من يعلمني ماذا أقول له؟ {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربي واليتامي والمساكين وقولوا للناس حسنا} صدق الله العظيم ,البقرة83.

لقد سمعنا ضجيجا ولم نر طحينا , سمعنا كلام جميل عن استعداد وزارة التعليم العالي ووزارة الداخلية عن تأمين الجامعات وعدم السماح لأي طالب يقوم بأعمال شغب داخل الجامعة وسمعنا عن بوابات إليكترونيه وأجهزة للكشف عن الأسلحة والمفرقعات , كلمات جميلة ونتائج قبيحة , أقتحمت الجامعات رغم أنف وزير التعليم العالي ورغم أنف وزير الداخلية بل ورغم أنف النظام بأكمله.

تصوروا أمّنوا بوابات جامعة القاهرة فتم إقتحامها إلي جانب إقتحامها عن طريق تسلق ألأسوار الجانبية غير المأمنة , ورغم ذلك يتحدث رئيس جامعة القاهرة جابر نصار عبر مكالمة هاتفية مع الإعلامي وائل الأبراشي مساء أمس 12 أكتوبر 2014 يقول فيها أن المقتحمون لا يتعدي عددهم ما بين ثلاثين وأربعين وكأن المسألة مسألة عدد وليس إقتحاما وفشلا في إجراءات التأمين ويستطرد فيقول أن المقتحمين لم يستمروا أكثر من عشرين دقيقة وكأن عشرين دقيق بالأمر الهين في حالة شغب وتخريب وبعد ذلك يقول أنه لما رأي فشل الأمن المدني في إحتواء الموقف إتصل بالشرطة التي هي علي بعد ثواني خارج أسوار الجامعة وأن المقتحمين عندما رأوا الشرطة هربوا من حيث أتوا من علي الأسوار.

أقف هنا و أتساءل لماذا إنتظر جابر نصار مدير الجامعة عشرين دقيقة ليتصل بالشرطة , لماذا لم يتصل عندما بدأ الإقتحام , لا إجابة ولا تفسير لذلك غير أنها المؤامرة والمؤامرة فقط التي تحيكها الخلايا النائمة من جماعة الإخوان الإرهابية داخل الجامعة وعلي رأسها مديرها جابر نصار. 

وأخيرا أقول بكل صراحة حان الوقت لتطهير هذه الخلايا والعناصر الإرهابية والتي تعمل داخل الجامعات المصرية جميعها بما فيهم الطلبة والأساتذه ومديري الجامعات , وهذه مسئولية كل أسرة ومسئولية النظام إن كنا نريد دولة
مستقرة.

ليست هناك تعليقات: