مغول هولاكو كانوا يهاجمون المدن والبلاد ويقومون بقتل أهلها وحرق أرضها كما حدث لبعداد عندما إستولي عليها المغول وقاموا بقتل آخر خلفاء العباسيين المستعصم هو وأسرته عام 1258 م بعد أن دلهم علي مكان خزائنه وجواريه فاستولوا علي الإموال والجواري اللواتي كان يزخر بهما قصر الخليفة.
المغول كانوا يفعلون ذلك من أجل السيطرة وإقامة إمبراطورية مغولية وكان مرجعيتهم في ذلك هي شعورهم بالقوة والبأس وأن لا جيش يستطيع التصدي لهم , ولم يكن الدين أبدا إحدي مرجعيتهم لأنهم ببساطة كانوا لا يدينون بأي دين.
هذه كلمة في إيجاز عن المغول وبيت القصيد في هذا الإيجاز أن المغول لم يدّعوا أنهم يفعلون ما فعلوا من أجل دين أو عقيدة كما يفعل المغول الجدد تحت مسمي "داعش"
إن داعش تهاجم المدن والقري وتقتل سكانها وتقطع رؤوس الرجال وتسبي النساء والفتيات الصغيرات لزوم نكاح الجهاد والأب الذي يرفض تسليم أبنته يقتل علي الفور , كل ذلك علي مرجعية دينية إسلامية يدعونها , فكانت أكبر إساءة للإسلام وكانت أكبر دعاية سيئة للدين الحنيف وكانت أعظم عملية نفور لمن يريد الدخول في الإسلام عندما يري الرقاب تتطاير من قبل من يدعون الإسلام ويستخدمون إسم الإسلام مسمي لجماعتهم الإرهابية , وفي هذا الصدد تخطيء هنا جميع الفضائيات ووكلات الأنباء بما فيها الفضائيات والإداعات المصرية عندما يذكرون هذه الجماعة بأنها "الدولة الإسلامية داعش" , والحقيقة أنها ليست دولة من ناحية وليست إسلامية من ناحية أخري , فهل هذا اللفظ مقصود؟ في رأي أنه مقصود عند البعض وغير مقصود عند البعض الآخر بسبب جهل من يعدون نشرات الأخبار وعدم فهمهم لمرامي الألفاظ, وبالمناسبة كان الرئيس الفرنسي حصيفا عندما صرح بأن هذه الجماعة ليست دولة وليست إسلامية.
المجرم الحقيقي لأعمال الإعتداء علي المدن والقري الآمنة وقطع رؤوس أهلها وتطفيش من يستطيع الهروب إلي الجبال والإقامة في مخيمات علي حدود دول مجاورة أقل ما توصف أنها غير آدمية , المجرم الحقيقي في ذلك هي كتب التراث التي أمتلآت بالضلال والأفك والتي أباحت القتل لأي سبب أو بسبب تدعيه أو بسبب تفسير مغلوط مقصود لآيات أنتزعت من سياقها ( أي المخاطب بها كفار قريش أنزلوها علي المسلمين ) كتب التراث هذه وما جاء بها بعيد كل البعد عن الدين الصحيح , وللأسف قدسوها بعد القرن الثالث الهجري والتي وصلت ذروتها في القرن السابع الهجري علي يد القرطبي وإين تيمية وتلميذه إبن كثير وآخرون وإستمر فرضها وتقديسها حتي اليوم أي أكثر من أثني عشرة قرنا من الزمان , وما جاء في هذه الكتب هو الدافع لأعمال داعش الإرهابية وهو تنفيذ حرفي لما كتب في هذه الكتب وغير ها وللأسف كان ذلك وما زال بإسم الدين والدين منه براء بكل تأكيد.
والآن أستطيع القول أنكم قد وقفت علي الفرق بين مغول القرن الثالث عشر ومغول القرن الواحد والعشرين ومن منهما الأسوأ؟.ومن منهما إستخدم الدين لترويج بضاعته؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق