من الغريب أن يحتفل العالم بقدوم سنة جديدة كتلك التي ولدت اليوم أول يناير 2015 وينسي السنة التي فقدها أو ضاعت من عمره , المفروض عندما يضيع من الإنسان شيئا أو ينتقص منه حاجة , المفروض أن يحزن ويشعر بالأنين والشجن لسنة من عمره ولت ولن تعد وهل هناك أهم من أيام العمر المعدودة عندما ينتقص منها 365 يوما وتزاد يوما كل أربع سنوات.
في الغالب الأعم ينسي الناس تلك السنة الفائتة او الضائعة من العمر ويتذكرون فقد السنة القادمة الجديدة , وللمتأمل يري وكأننا نحتفل بسنة هي في الحقيقة "كالأستيكة" التي محت عاما من عمرنا , فهي بهذا الوصف تغدو عدوا يغتال من سنوات عمرنا المعدودة عاما كاملا ومع ذلك نقيم الأفراح ونحتفل في الساعة الثانية عشرة منتصف الليل من ديسمبر من كل عام بهذا العدو الذي أغتصب من رصيدنا في بنك العمر سنة كاملة , بينما في حب الحياة يتمني المرء دقائق معدودات تضاف إلي عمره قبل أن يأتيه اليقين (الموت).
وبعيدا عن السياق .. أقول كم غريب هو الإنسان الذي يهدر سنوات من عمره في ممارسات غير صحية ويلقي بأيديه إلي التهلكة , صحيح العمر واحد ومقدر ولكن الله أمرنا بأن نتجنب المهالك وألا نلقي بأيدينا إلي المهالك كقوله سبحانه في سورة البقرة الأية 195{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} صدق الله العظيم.
الإحسان في الآية الكريمة هو الإحسان إلي كل شيء , الإحسان إلي الآخرين بعدم إيذائهم أو سرقتهم أو قتلهم , والإحسان أيضا إلي أنفسنا بالإبتعاد عن مواطن الأذي والتهلكة وأولها وأخطرها تدخين السيجارة والشيشة وما شابه فكل هذه الموبقات محرمة شرعا بإجماع الآراء ومع ذلك نجد الناس يأتونها دون ما إكتراث بشرع أو صحة أو بأحد من الناس الذي يضار من الدخان ويتصف بما يعرف "بالمدخن السلبي" وهو الذي تحيق به المهالك أكثر من المدخن الفعلي ,
وأخيرا نسأل الله أن يجعله عاما ميلاديا سعيدا وعاما هجريا سعيدا وأن تتحقق أماني الناس , كل الناس في حياة سعيدة وأوطان آمنة مجيدة , أللهم آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق