عيد ميلاد المصطفي سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم , عيد من أعظم الأعياد , عيد أشرقت فيه الدنيا بنور الوليد الذي أصطفاه ربه ليكون هاديا للعالمين معلما للجاهلين بالحب واللين بدين الرحمن الرحيم متمما لمكارم الإخلاق وبدرا ينير سبيل الضالين ويهدي إلي الإيمان برب العالمين.
أنه محمد النبي الأمين خاتم الأنبياء أجمعين صلي الله عليه وسلم , في يوم مولده أشرقت الأرض بنور ربها حبا وإجلالا بطلعته البهية وليهدي البشرية إلي طريق الصلاح والفلاح وليخرجهم من الظلمات إلي النور وليعرفهم أن للكون خالق رحيم غفور , أما الأصنام التي كانوا يعبدونها فهي أفك وضلال وسوء تفكير وفساد حال , فكان بذلك صلي الله عليه وسلم النبي الكاشف الذي بدل ظلمات الجهل بأنوار المعرفة التي هي السبيل لكرامة الإنسان وسعادته في الدنيا وحسن الخاتمة في الآخرة , جنات عدن للمتقين وحور عين للصابرين.
لم يكن الطريق سهلا معبدا للنبي الصادق الأمين يوم شرفه الله بالبعثة ليهدي العالمين إلي طريق الخير المكين , فقد تلقي الأذي من المعسكر الكافر في مكة ومن بعض أهله القرشيين , تلقي الأذي تلو الأذي وتعرض للقتل وطارده الكفرة الفجرة في طريقه إلي المدينة مهاجرا من مكة إلا أن الله أراد أن ينصر دينه فحفظ رسوله من كيد الكائدين فجعل بينه وبين الآثمين سدا وأغشاهم فباتوا لا يبصرون , أقرأ قول الله سبحانه في الآية رقم 9 من سورة يس{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون }.
لم تلن للنبي محمد صلي الله عليه وسلم عزيمة أو همة بل صمد وصابر وصبر حتي آمن برسالته من كانوا يسمعون ويعقلون فكانوا أشداء علي الكفار رحماء بينهم { محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم } جزء من آيه 29 من سورة الفتح , مكث الرسول العظيم محمد صلي الله عليه وسلم 13 عاما في مكة يدعو إلي سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن كثير من الناس لا يعقلون , من أجل ذلك أذن الله له بالهجرة من مكة إلي المدينة التي فرحت بقدومه وأستقبلته بأنشودة "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع" , فعلا كان بدرا أرسله الله لينير الأرض ومن عليها.
مكث النبي صلي الله عليه وسلم في المدينة 10 سنوات أخي فيها بين المتناحرين من الأوس والخزرج وأقام علي المحبة دولة المدينة وأرسي أول دستور في العالم "وثيقة المدينة" لينظم الحقوق والواجبات في مجتمع مدني متنوع يجمع المسلم الذي آمن بالله ورسولة واليهودي الذي آمن بموسي عليه السلام وقليل من النصاري الذين آمنوا بعيسي عليه السلام فكان للكل حق الحياة وحق العيش في أمن وسلام وهكذا هبط الإسلام بالسلام والمحبة بين كافة الناس حتي أذن الله لنبيه والمسلمين بالرجوع إلي ديارهم في مكة المكرمة وهو ما سمي إصطلاحا بفتح مكة , وأني أري أنه لم يكن فتحا بمعني غزوا بل كان عود أحمد للنبي والمسلمين إلي ديارهم التي هجروا منها وكلمة فتحنا التي جاءت في الآية الأولي من سورة الفتح { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } هي كلمة تعني المباركة والتهنئة بالعودة إلي الديار التي هجروا منها قصرا.
وما كان هذا ليتحقق لولا فضل الله والخلق الكريم لرسوله العظيم وما أجمل ما وصفه الله سبحانه في كتابه العزيز في الآية رقم 159 من سورة آل عمران { فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين }
وأختم مقالي هذا بتهنئة خالصة مخلصة لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بل للعالم بأسرة بمولد الهادي الذي أرسله الله رحمة للعالمين مع تمنياتي بعودة الضالين إلي الدين الصحيح لرب العالمين والكف عن تكفير وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وذلك من مهام ولي الأمر وليس لطائفة أو جماعة أطلت علينا تدعي الوكالة عن المسلمين وهم في حقيقتهم تجار دين وطالبي سلطة وإستحواذ علي مال ونساء المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق