بداية أعزي شهداءنا الأبرار جند مصر البواسل , خير أجناد الأرض , الأشاوس العظام الذين يدافعون عن العرض والأرض , الذين يواجهون الإرهاب البعيد عن كل ملة وكل دين , وأعزي أسرهم وأدعو لهم بالصبر والسلوان لأن شهداءهم أحياء عند الله يرزقون وينعمون بحياة الإمجاد السماوية السعيدة بعد أن غادروا حياة الأرض مكللين بالمجد والفخار , ولن تنساهم مصر مادام في مصر وفاء وعرفان من أهل الوفاء وأهل العرفان.
بعد ذلك أود أن أقول لأي إنسان علي أرض مصر يزايد بإسم الحريات وحقوق الإنسان لن يقبل الشعب المصري منه ذلك في هذه الظروف الصعبة الحالكة وإزاء هذا الخطب الفادح والحدث الجلل الذي كان بالأمس وراح ضحيته شهداء أبرار ورجال عظام من جند مصر خير أجناد الأرض كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم , ونحن لسنا بأقل فطنة من الشعب البريطاني الذي صرح رئيس وزرائه "ديفيد كاميرون" بقوله: عندما يتعرض أمن بريطانيا فلا أحد يحدثني عن حقوق الإنسان.
إن مصر اليوم تواجه حربا ضروسا وإرهابا خسيسا من قبل طائفة باغية تعرض أمن وسلامة مصر للخطر , فئة أجرمت في حق الله باستخدام دينه السمح لقتل الأبرياء من رجال الجيش والشرطة وحتي المدنيين لم يسلموا من بطشهم , أجرموا في حق الله وفي حق عباد الله , قتلوا النفس التي حرم الله قتلها وفي شهر دي الحجة وهو من الأشهر الحرم الذي حرم الله فيه القتال وسفك الدماء , وفي يوم يستعد فيه المسلمون في مصر وفي باقي الأوطان الإسلامية للإحتفال بسنة هجرية أدبرت وبسنة هجرية أقبلت , كان المصريون يأملون بأن تكون سنة رخاء وإزدهار ولكن أبي وأستكثر الإرهابيون علي شعب مصر الفرحة فكان المأتم وكان العزاء.
الإرهاب في مصر لن يتوقف لأن الفكر التكفيري قد تأصل في عقول ونفوس الإرهابيين , هذا الفكر الذي أمنوا به وتعلموه وعلموه من كتب التراث الزاخرة بالفتاوي التكفيرية ووجوب القتل لأسباب واهية لا تمت للدين بصلة , هذه الكتب تم تقديسها وتقديس من كتبها بدءا من القرن الثالث الهجري ووصلت ذروة الأمر إلي القرن السابع الهجري , قرن إبن تيمية وفتوايه الكارثية و كتب الطبري وإبن كثير وإين القيم تلامدة إبن تيمية , ظلت هذه الكتب التراثية وما تحتويه من تفسيرات وفتاوي أبعد ما تكون عن الدين بل وتؤسس لدين موازي ,
دين التكفير والقتل , ظلت هذه الكتب علي مدار أثني عشرة قرنا أصناما تعبد من دون الله وكل من يتكلم بفكر جديد أو يعارض ما جاء في هذه الكتب يتهم بالكفر والزندقة , وعلي فكرة كلمة ذندقة لم يعرفها الإسلام ولم تأت في أي موضع من القرآن أو سنه النبي عليه الصلاة والسلام , ولكن تم إختراعها وإطلاقها علي خصوم الخلفاء او من كانوا يعارضونهم وذلك من أجل التخلص منهم بالقتل بإعتبار أنهم كافرون.
للأسف هذه الكتب ما زالت باقية ويعاد طباعتها بل وتدرس في جامعة الأزهر والمدارس الثانوية الأزهرية , وهي المرجعية الأساسية لخطباء المساجد والزوايا والمتشكك في هذا الكلام يسأل نفسه لماذا جامعة الأزهر أكثر عنفا وشغبا ولماذا إستخدمت المساجد لتخزين السلاح والإعتصامات الدموية.
نصل إلي النقطة المفصلية ونتساءل ماهو الحل لدحر الإرهاب والأرهابيين ؟
الحل عندي ألخصه بقدر المستطاع في النقاط الآتية:
1- إقامة منطقة عازلة مخلاة من سكانها في سيناء علي الشريط الحدودي مع قطاع عزة بقدر لا يقل عن 5 كيلو متر وذلك للحيلولة دون إحتماء هؤلاء الإرهابيين بالأهالي.
2- تحويل كل قضايا الإرهاب المنظورة أمام القضاء العادي إلي القضاء العسكري الناجز.
3- تجفيف منابع الإرهاب الخارجي والداخي , الخارجي بقطع العلاقات بكل من قطر وتركيا , والداخلي بالمراقية الصارمة للتحويلات الماليه الواردة من الخارج ومراقبة جادة لكل الجمعيات الخيرية المشبوهة , وتنقية كتب التراث مما تحتويه من غث مقيت وإعادة النظر والتدقيق في مناهج التعليم بشكل عام وناهج التعليم الأزهري بشكل خاص.
4- ضرورة قيام الأزهر بدور فاعل في مواجهة أفكار الإرهابيين التكفيرية بدلا من إهتماماته بقضايا هامشية جدلية خصوصا في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن.
5- حل الأحزاب القائمة علي مرجعية دينية وأقول مرجعية لأن هذا هو اللفظ
الذي هرول منه أثني عشرة حزبا دينيا بمقولة "حزب علي مرجعية دينية" بدلا من حزب علي أساس ديني لأن الأساس الديني كان محظورا هو المرجعية الدينية في دستور 71 والذي عدل في 1995 وكان التعديل مفاده حظر إقامة أحزاب علي اساس ديني او مرجعية دينية يعني الحظر شمل الأثنين معا ,
وبعد 25 يناير 2011 سقط دستور 71 وجاء بعده الإعلان الدستوري للمجلس العسكري بفك الحظر القائم علي أساس "مرجعية دينية" ثم أستمر الحال علي هذا المنوال في كل من دستور الإخوان عام 2012 وكان ذلك منطقيا
, ولكن الذي ليس منطقيا أن يبقي هذا النص في دستور ما بعد الإخوان عام 2014 , أي دستور الإخوان المعدل ( هذه هي تسميته القانونية ) وفي رأي أن هذا قد تم مغازلة وقربي للتيار الديني وعطاء سخي لممثل حزب النور في لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسي.
6- حظر اعضاء هذه الأحزاب بعد حلها من الترشيح أو التصويت في أي إنتخابات قادمة سواء برلمانية أو رئاسية أو محليات أو غيرها لمدة لا تقل عن 10 سنوات حتي يتم خلال هذه المدة القضاء علي مثلث الرعب , الأمية الأبجدية والفقر والمرض وحتي تقوم نهضة فكرية ثقافية يستطيع المواطن بموجبها التفريق بين الغث والثمين.
7- قرار فوري من الرئاسة بالسماح للشرطة المصرية بالدخول داخل الجامعات لوقف أعمال الشغب الذي يقوم به طلبة وطالبات جماعة الإخوان الإرهابية أما المتحزلقون والخلايا النائمة من رؤساء الجامعات بقولهم حرم الجامعة .. أقول لهم خسأتم , لا حرم بعد حرم الوطن بأكمله.
8- وأخيرا لا بد من تطهير وزارة الأوقاف والتعليم والتعليم العالي والإعلام والمحليات والجامعات والنقابات من الإخوان ومن ولاهم كي نعيد مصر نظيفة طاهرة من دنس الإخوان.