ديسمبر 19، 2014

الصورة بتتكلم والأسكندرية بتتألم ومن عروس إلي كابوس .. بقلم عبد المنعم الخن

لم يستطع المحافظ الحالي والمحافظون السابقون له أن يحافظوا علي الأسكندرية التي كانت يوما عروسا للبحر الأبيض المتوسط , وكانت العاصمة الثانية لمصر - ولا أدري هل مازالت كذلك أم العاصمة الثانية أصبحت علي ذمة القاهرة العاصمة الأولي , علي - غرار مثني وثلاث ورباع - طالما أن القاهرة تحظي بكل الإهتمام والرعاية والإصلاح من جانب كل مسئول يذهب ويجيء.

اسكندرية عروس البحر الأبيص المتوسط كانت محط أنظار العالم وكانت باقي مدن الجوار تغار منها كما تغار الزوجة من ضرتها , وكانت مقصد كل جنسيات العالم بأسره يأتون إليها عاملين وزوارا وسائحين.

كانت شوارع الأسكندرية تغسل بالماء والصابون وكانت الخضرة طابعها والحدائق سماتها ولا ننسي حديقة أنطونيادس وحديقة الورد وحديقة النزهة وحديقة الحيوان وحدائق المنتزه , كل ذلك للأسف بات مأتما وخرابا وذلك بفضل الثورات التي تعاقبت علي مصر منذ 23 يوليو 1952.

أين المحافظ الحالي , أين المحليات , أين الحكومة ورئيس وزرائها إبراهيم محلب الذي إستحق لقب "إبن بطوطة" أين الرئيس الذي أنتخبته الأسكندرية , ألا يعتبر الأسكندرية من المعوقين أو من ذوي الإحتياجات الخاصة ليأمر المسئولين باخذها بعين العطف والحنان كما فعل مع دوي الإحتياجات الخاصة - هذا لا إعتراض عليه بل هو واحب وأمر ضروري وحتمي ويشكر الرئيس علي هذا الإهتمام ولكن الأسكندرية يجب أن تكون في العين والقلب من جانب كل مسئول بما فيهم الرئيس وذلك كي نعيد للأسكندرية بسمة العروس يوم زفافها.

ولا أعفي أهل الأسكندرية من التشوهات التي أصابت مدينتهم الجميلة , بفعل أيديهم , أنهم لم يقدروها حق قدرها وتغافلوا عن الإهتمام بها بسلوك غير حضاري وعشوائية مقيته وتخلوا طواعية عن الفخار والتباهي بمدينتهم فحولوها من عروس إلي كابوس. 

وأخيرا نتطلع كلنا إلي اليوم الذي تصبح فيه مدن مصر كلها علي المستوي اللائق بحضارتها الضاربة في التاريخ , ونتطلع إلي اليوم الذي تعود فيه الأسكندرية عروسا شابة جميلة نفاخر بها بين مدن البحر الأبيص المتوسط بل ومدن العالم بأسره.

ليست هناك تعليقات: