ديسمبر 19، 2014

ضحايا أنفلونزا الطيور مسئولية من؟ .. بقلم عبد المنعم الخن

أنفلونزا الطيور لا شك مرض خطير يؤدي الي الموت في أغلب الحالات ... لذا يجب أن نتناول قضية أنفلونزا الطيور بشئ من الجدية والإهتمام ولا مجال هنا للفهلوة وإدعاء المعرفة الخاطئــة , كما لا مجال للتهوين من خطورة هذا الوباء اللعين والمسبب له فيروس H5N1.

الغريب في الأمر أن الإعلام المصري لم يتناول هذا الأمر بالجدية التي يتناول بها مسابقات الراقصات , والأغرب أننا لم نسمع عن أية توعية قدمتها الحكومة للمواطنين لتوخي العدوي بهذا المرض الخطير.

عادات سيئة تسود بين المواطنين في قري مصر ونجوعها ألا وهي العيش المشترك بين الآدميين والطيور , كما أن غياب الوعي الصحي لدي المواطنين في مصر يأتي في أدني مستوياته مما يستحيل معه درء خطر هذا المرض اللعين لغياب التشخيص الصحيح من قبل أطباء الوحدات الصحية قليلي الخبرة في الريف المصري , فهم يشخصون هذا المرض علي أنه أنفلونزا عادية ويعالجونه بمضادات الأنفلونزا التقليدية فتسوء الحالة وفي بضعة أيام يقضي 
المريض نحبه. 

أنها مسؤلية مشتركة بين الحكومة والشعب فلا الحكومة تقوم بالإجراءات الوقائية اللازمة بما فيها التوعية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وكذلك تدريب أطباء الوحدات الصحية علي كيفية تشخيص هذا المرض والإسراع
بالحصول علي "مسحة" من حلق المريض مع إعطائه عقار «تاميفلو» tamiflu في الحال وحتي تأتي نتيجة التحليل التي غالبا ما تستغرق عدة أيام , وهي مسئولية الشعب أيضا خصوصا في الريف المصري الذي تقوم فيه الأسر بتربية الطيور داخل منازلها مما يعرضها للعدوي بالفيروس القاتل H5N1.

دور الأفــراد في تجنــب العدوي بفيروس H5N1 دور حيوي وهام جدا لأن حياة الإنسان أغلي من أي طيـور وأعظم من أي توفير وأغلي من أي هواية ... لذا وجب علينا أن ننمي الوعي الصحي لدي أفراد الشعب , وما ذكرته مــن أن حياة الإنسان أغلي من أي ماديات هو في الحقيقة المدخل الأساسي لكي يكون لدينا وعيا صحيا سليما 

وأني أري أن جغرافية الوعي الصحي ليست في المكان وإنما هي في داخل العقل وما يزخر به من فكر وسلوك , لذا أشدد علي تنمية التفكير السليم وتنمية ملكة التأمل لدي الصغار في المراحل العمرية الأولي لكي نهيأ لشعب واع متفتح يفرق بين الصالح والطالح.

علي العـموم لكي نتجنب الإصابـــة بأنفلونزا الطيور علينا بإتباع ما يأتي: 
- عدم مخالطة الطيور بكافة أنواعها فلربما تكون مصابة بالفيروس فينتقل الي الشخص المخالط عن طريق الإستنشاق ... وليكن معلوما أن الإستنشاق وحده هو الذي نيقل الفيروس إلي الشخص السليم.

- عدم شراء الدواجن الحية والقيام بزبحها أو تنظيفها فلربما يكون الفيروس عالقا بريشها أو دمها فيستنشقه الإنسان فيصاب بالفيروس.

- ينصح بشراء الدواجن المجمدة و طهيها في درجة حرارة تزيد عن الـ 70 مئوية وهي الدرجـــة التي تقضي علي الفيروس . وقبل طهيها يجب التأكد من حسن مظهرها العام , فلا تكون زرقاء مثلا أو رخوة أو ينبعث منها رائحة كريهة ويحب وضع شيئ علي الفم والأنف أثناء التعامل مع الدجاجة قبل طهيها
للحيلولة دون إستنشاق الفيروس إن وجد وذلك في الفترة ما بين فك الكيس الذي يحتوي علي الدجاجة وغسلها ووضعها مباشرة في إناء الطهي الذي يحتوي علي ماء مغلي.

- الإمتناع عن شراء البيض الملوث من خارجه ببعض براز الدجاج او بعض الريش 
الصغير ( الزغبر ) ويستحسن شراء البيض المغلف بشرط نظافته تماما و أن يكون ناصع اللون .

- الإبتعاد عن أي طيور نافقة أثناء السير في الطريق وعدم المرور بجوار أو أمام أي محل يبيع طيور حية .

- عند الشعور بألم في العظام وإرتفاع في درجة الحرارة وصعوبة في التنفس الذهاب فورا إلــي أقرب مستشفي لإجراء الفحوصات اللازمة , واذا ما تأكد أن المريض مصاب بأنفلونزا الطيور هنا يمكن علاجه بالعقار «تاميفلو» المضاد لهذا المرض بشرط أن لا يمر علي المريض أكثر من 48 ساعة دون إسعاف , وهنا سوف تتخذ التدابير والاحتياطيات للكشف علي المخالطين للمريض والتأكد مـــن من سلامتهم وعدم إنتقال الفيروس إليهم .... ونشكر الله عز وجل أن إنتقال الفيروس لا يـتم بين البشر بعضهم البعض أي من إنسان لإنسان فهو مازال محصورا بين الطيور المصابة والمرافقين لها عن طريق الإستنشاق كما أسلفت وندعو الله أن يقي مصر والعالم شرهذا الوباء الملعون.

ليست هناك تعليقات: